المعرض الدولي الثاني عشر للنشر و الكتاب جمهور متنوع و ضيف شرف الدورة المغرب العربي
تلاميذ و طلبة و باحثون و اساتذة جامعيون كلهم اقبلوا على المعرض الدولي للنشر و الكتاب بمدينة الدار البيضاء /المغرب و المنظم من طرف وزارة الثقافة بتعاون مع مكتب معارض الدار البيضاء من 10 الى 19 فبراير هذه الدورة تميزت عن سابقاتها بمشاركة دول المغرب العربي و احتفاء بهذا الضيف فقد اكتسى فضاء المعرض حلة زاهية و خصص لكل رواق هندسة خاصة به
ومن جهته اكد رشيد جبوج المندوب العام للمعرض الدولي للنشر و الكتاب ان جمهور المعرض متنوع و ان نوعية الناشرين المشاركين خلال هذه الدورة من نوع خاص و هذا ما يعطي ميزة لمعرض هذه السنة على حد قوله
و للاشارة فقد بلغ عدد الدول المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية 57 دولة اضافة الى ما يفوق 560 من دور النشر الاجنبية و العربية
خصصت هذه الدورة السنوية من المعرض لتكريم ثلاثة كتاب مغاربيين راحلين و يتعلق الامر بكل من عبد الله ابراهيم من المغرب و محمود المسعدي من تونس و جمال الدين بن الشيخ من الجزائر و قد تخللت حفلات التكريم تقديم شهادات في حق هؤلاء الكتاب الراحلين من طرف اصدقاء و مقربين لهم و جاءت هذه التكريمات اعترافا لهم لما اسدوه من خدمة للكتاب المغاربي و تقديرا للدور و المكانة التي يحتلها الكتاب المغاربيون في المشهد الثقافي العربي و تعزيزا للتطور الثقافي الذي ساهموا فيه
و من جهة ثانية احتضنت القاعات الثلاثة بفضاء المعرض موائد مستديرة ناقشت مجموعة من المواضيع تهم دول المغرب العربي
ك{المغرب العربي مسائلة التاريخ}و{مسالة الهجرة في العلاقات الاورو مغاربية}و{البعد الثقافي في بناء المغرب العربي}
و{الحوار الاورومتوسطي في افق الاتحاد الاوربي}وغيرها من المواضيع بمشاركة كتاب مغاربة و اجانب ،نفس القاعات ضمت ندوات و محاضرات تروم بالاساس تسليط الضوء على قضايا وطنية و دولية و نذكر منها {الراي العام و السياسة الخارجية في اسبانيا بعد 11شتنبر} و {الغرب في مرآة الغرب}و {الامازيغية و الوحدة الوطنية}و ندوة حول {حقوق التأليف و القرصنة}و التي عالجت
آفة القرصنة من منظور قانوني اذ طرح المتدخلون خلال الندوة اشكالية القانون الجديد لحقوق التاليف بالمغرب و مكامن الضعف و الخلل به و خرج المتدخلون من الندوة كذلك ببعض الحلول التي من شأنها ان تضع حدا لهذه الآفة التي تنخر الاقتصاد الوطني للمغرب و للاشارة فالمغرب يأتي في المرتبة الثانية من بين الدول التي تعاني من آفة القرصنة في العالم
و من بين الانشطة الثقافية المبرمجة يوميا في هذه التظاهرة الثقافية نجد بعض اللقاءات بين كتاب مغاربة و أجانب و تقديم لمجموعة من الكتب ككتاب"المهاجرون و حقوقهم بالمغرب العربي"لخديجة المضماض و كتاب "المسيحيون بالمغرب خلال القرنين 19و20"لجامع بيضا و فرانسوا فيرولدي و كتاب "قراءة جديدة في تاريخ المغرب العربي"لعبد الكريم غلاب
وبمناسة الذكرى المئوية السادسة لرحيل عبد الرحمان ابن خلدون خصصت من ضمن برامج الأنشطة الثقافية محاضرة حول
"فكر ابن خلدون "لهشام جعيط كما تم تقديم كتاب "مقدمة ابن خلدون"لعبد السلام الشدادي ،لم تغب الأمسيات الشعرية هي أيضا عن قائمة البرامج الثقافية المدرجة ضمن انشغالات وزارة الثقافة و الجهة المنظمة للمعرض حيث نجد ثلاث أمسيات شعرية تخللت البرنامج الحافل بالندوات و اللقاءات و المحاضرات التي تسعى الى اشراك الجمهور المغربي الذي يقبل على أروقة المعرض
وعن تكلفة انجاز المعرض يقول رشيد جبوج "5ملايين هو القدر الذي تحملته وزارة الثقافة "دون باقي المصاريف التي يتكلف بها بعض الشركاء و الممولون ،و أضاف المندوب العام للمعرض ان وزارة الثقافة هي التي تحدد موقع كل رواق حسب نوعية دار النشر
و يقدر ثمن الرواق حسب هذا الأخير ب 600 درهم للمتر المربع و كلما كبر حجم الرواق الا وانخفض السعر
وفي المقابل اعتبر بعض أصحاب دور النشر المشاركة بالمعرض أن سعر الرواق مرتفع كرامز المحتسب صاحب دار الرائد العلمية للنشر و التوزيع /الأردن الذي صرح أن ثمن الرواق باهض و دعى منظمي المعرض الى دعم الكتاب لأنه "يتحمل كل المصاريف بدءا من أجرة الرواق الى أجرة السفر "و بالتالي فهو يصل الى الجمهور المغربي بسعر مرتفع ،و في نفس الوقت أوضح رامز المحتسب أن الكتاب الأردني يشهد اقبالا كبيرا من القراء المغاربة خاصة كتب الثقافة العامة و الكتب الدينية و للاشارة تعد هذه المشاركة هي الثانية من نوعها للكتاب الأردني بمعرض الدار البيضاء كما اشاد صاحب دار الرائد بادارة المعرض التي وصفها بكونها "ناجحة في التنظيم"و بينما اعتبر البعض أن ادارة المعرض ناجحة فالبعض الآخر يرى العكس ،كأحمد القباج مسؤول بدار النشر فضاء الفن و الثقافة بالمغرب الذي أوضح أن ادارة المعرض لم تتوفق في تحديد موقع كل جناح مشيرا الى أن الرواق الذي خصص لدار النشر التي يشرف عليها "هو رواق داخلي"و بالتالي فاقبال الجمهور عليه ضعيف
و بدورها خصصت وزارة الثقافة رواقا خاصا بها ادرجت فيه آخر الاصدارات من الأعمال الكاملة لبعض الكتاب المغاربة كمحمد زفزاف و عبد الكريم الطبال و عبد الكريم غلاب و ادريس الخوري و غيرهم ،و من ضمن اصدارات وزارة الثقافة أيضا نجد بعض المجموعات القصصية لكل من محمد جبران "في عيوب البطل"ورشيد نيني "يوميات مهاجر سري "و "غرق القبيلة "لمحمد المزديوي اغلب هذه الاصدارات تدعمها وزارة الثقافة لتشجيع الانتاج الوطني و للرقي بمكانة الكتاب المغربي.ومن بين دور النشر المغربية المشاركة في المعرض نجد "دار احياء العلوم "و "دار توبقال"و "دار الشعراوي "و"دار ايديف للنشر"وغيرها و كذا بعض دور النشر العربية و الأجنبية ك"هاشيط ليفر"و "دار أمريكا"و "كورا ليفر"و"الدار الذهبية"بمصر و "دار الهدى"الجزائر و"دار الجيل"من تونس و"دار الرواد"من ليبيا عرف المعرض أيضا مشاركة منشورات بعض الوزارات المغربية كوزارة الاتصال)ووزارة اعداد التراب الوطني ووزارة التربية الوطنية و من جانب آخر شهد الرواق الخاص بالكتاب الأمازيغي و رواق المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية اقبالا مكثفا من قبل المهتمين بالكتابة الأمازيغية و الشغوفين للتعرف على هذه اللغة و تجدر الاشارة الى أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أسس في أكتوبر 2001 و هو يعنى بتدريس اللغة الامازيغية الموحدة في حرف تيفيناغ في المؤسسات التعليمية و بنظيم دورات تكوينية بشراكة مع وزارة التربية الوطنية لفائدة مدرسين من مختلف المؤسسات التعليمية و يتوقع حسب الوزارة نفسها أن يتم تعميم تدريس اللغة الأمازيغية بالمغرب مع حلول شهر شتنبر من سنة 2008
ومن جهة ثانية فقد ضم الرواق السعودي الموحد أغلب الجامعات السعودية و كذلك بعض الوزارات كوزارة الاعلام و الثقافة و هو يشتمل على مجموعة عناوين تصل الى 1400 عنوان و تعد المملكة العربية السعودية من بين المشاركين في جميع الدورات السابقة بمعرض الدار البيضاء و الملاحظ أن المساحة المخصصة للجناح السعودي هذه السنة قد قلصت بالنصف مقارنة مع الدورة السابقة و هذا يرجع الى طلبات العروض التي تزداد كل سنة من مهنيي الكتاب بمختلف دول العالم على ادارة المعرض ،علاوة على حلول دول المغرب العربي كضيف شرف خلال هذه الدورة و يقول فؤاد بكري المسؤول عن الرواق السعودي الموحد لمعرض الدار البيضاء الدولي أن الهدف من المشاركة هو التعريف بالكتاب السعودي مؤكدا أن اقبال القراء المغاربة يتجه بالأساس الى الكتب العلمية خاصة المترجمة منها الى اللغة العربية ،و لم تفت وسائل الاعلام المغربية المرئية منها و المسموعة وحتى الصحافة المكتوبة اعداد تغطية اعلامية في عين المكان لهذا الحدث البارز الذي لا يتكرر الا مرة واحدة في السنة و هي مناسبة كذلك للالتقاء الثقافات و تبادل الافكار بين الكتاب المغاربة و باقي الكتاب و المفكرين في مختلف دول العالم و مناسبة أيضا لتعرف الجمهور المغربي المتعطش للقراءة رغم امكاناته المادية المحدودة على آخر اصدارات الكتب بشتى دور النشر المشاركة في المعرض بشرى الحضيكي